لماذا جدارية حق العودة – العودة حق؟
تدخل قضية شعبنا العربي الفلسطيني منعطفاً خطيراً في المرحلة الراهنة حيث تزداد شراسة الهجمة الصهيونية ضد شعبنا المناضل وانتفاضته المجيدة، وتأخذ أشكالاً مختلفة، من القمع الهمجي إلى المناورات السياسية وتغذية الأوهام والأكاذيب التي تستهدف بالدرجة الأولى تصفية حق العودة وقضية اللاجئين وتطويق البعد الديموغرافي الفلسطيني، الذي يشكل حجر أساس في السياسات الصهيونية.
إن جدارية حق العودة بتأكيدها على الهوية العربية لفلسطين تعيد الاعتبار لجوهر الصراع. وقد جاء اختيار التراث العربي الفلسطيني وما يمثله التطريز من قيمة وطنية وجمالية وذاكرة حية عنواناً ملائماً لهذه المبادرة الشعبية في التجمعات والمخيمات والقرى الأردنية.
الجدارية تعكس وعي الشعب العربي الأردني أن المؤامرة لا تستهدف فلسطين فحسب بل الأمة العربية جمعاء، وفي مقدمتها العراق الذي حورب واستهدف من أجل فلسطين، والذي يقف شامخاً ويصمد متحدياً ويضحي رافضاً أن يتخلى عن مبادئ العروبة التي تأبى أن تساوم على أي جزء من الأرض العربية. ولذلك تأتي الجدارية، من خلال مئات المؤسسات والشخصيات التي صنعتها، تأكيداً من جماهير الشعب كافة على أن العدوان على العراق هو عدوان على الأردن وفلسطين، وأن العدوان على فلسطين هو عدوان على الأردن والعراق.
إن الجدارية ليست احتفاء فنياً وحسب، بل هي مساحة اشتباك حضارية وثقافية بين الأمة وأعداء الإنسانية.