[]بسم الله الرحمن الرحيم
**********
والقصه
رغم أن فيلم (300) يستلهم التاريخ في حدثه الذي يصور معركة قام 300 مقاتل اسبرطي ضد جيش هائل من الفرس، دفاعاً عن كرامة اسبرطة، ورفضها الخضوع لارادة امبراطور فارس، إلاّ أن الفيلم ينتمي لأفلام الأمثولة أكثر مما ينتمي للفيلم التاريخي، ويكاد مشاهده يشعر في العديد من لحظات عرض الفيلم أنه يتابع قراءة مصورة لأسطورة في تمجيد المثل والقيم النبيلة وأخلاق الفرسان، أكثر من إحساسه بأنه يشاهد فيلماً سينمائياً تاريخياً، ويلعب صوت الراوي الذي يعلق على الحدث ويشرح خفاياه، وصورة الفيلم التي تكاد تكون أقرب إلى جماليات الفن التشكيلي منها إلى واقعية تصوير الكاميرا دورين كبيرين في إحساس المشاهد بأنه أمام حكاية أسطورية لا أمام معركة تاريخية.
قصة فيلم (300) لاتختلف من حيث بنية الحكاية التي يقدمها عن قصص أفلام البطولات التي تقرر فيها مجموعة من الرجال الأحرار التصدي لجبروت القوة، معاندة إرادة الألهة ومنطق الحياة وتوازن القوى، مضحية بنفسها لأجل قيم الكرامة والشرف، فالمحاربون الثلاثمائة الذين اختارهم ملك اسبارطة للذهاب معه لمواجة جيش كسرى فارس، بعد أن قتل رسوله الذي جاء يطلب منه الطاعة والأرض والماء، وعاند آلهة الأوركل التي نصحته بعدم الذهاب للحرب، وخالف إرادة شيوخ مجتمع اسبراطة الذين وقفوا ضد حربه، هؤلاء المحاربون الثلاثمائة الذين يمثلون نخبة المجتمع الاسبارطي المبني على القوة وقيم الفروسية والشجاعة، يخوضون عدة مواجهات مع جيش فارس، ويكبدونه حسائر كبيرة، ويقتلون في النهاية كأبطال، رافضين طلب كسرى الانحناء له فقط لينجوا بحياتهم ويحافظوا على اسبارطة، وإن بدون كرامة، هذا في الخط العام لقصة الفيلم، أما في التفاصيل فالمواجهة بين هؤلاء المحاربين الاسبارطيين الثلاثمائة وبين جيش الفرس الضخم الذي تغيّب سهامه حين يطلقها مقاتلوه قرص الشمس، وتحول النهار إلى ليل، تأخذ منحى حضارياً، لأنها مواجهة بين ثقافتين، ثقافة اسبارطة التي يقدمها الفيلم باعتبارها ثقافة المقاتل القوي الذي يقاتل برأسه أولاً ثم بقلبه، حيث لامكان للضعيف، وثقافة الروح الجماعية التي تشكلها مجموعة من الرجال الأقوياء، وثقافة لديها الخيار حتى في عصيان أوامر ورؤى آلهتها والتمرد عليها، وثقافة مجتمع يحكمه مجلس شيوخ، في مواجهة ثقافة الفرس التي يقدمها الفيلم باعتبار السوط شعارها الأساسي، والانحناء عادتها الرئيسية، وامبرطورها كسرى مزنر بالسلاسل يبدو كعبد مقيد أكثر من مما يظهر كملك مطلق.
أكثر مايلفت النظر في فيلم (300) وخارج قصته التي تبدو مألوفة للمشاهد فيما لو استعاد مشاهداته السابقة، وإن كانت هنا تقدم بطريقة أقرب إلى الأجواء الأسطورية، هو صورة الفيلم التي يلعب فيها التشكيل اللوني والظلال دوراً جمالياً خاصاً، حتى ليخيل للمشاهد وهو يتابع لقطات الفيلم، أنه يجول في معرض للفن التشكيلي، وبتحديد أكثر تذكر صورة الفيلم بأجواء لوحات الفنان الاسباني غويا، وخاصة في المشاهد التي يدخل فيها ملك اسبارطة في عناد روحي مع آلهة الأوراكل، أو في معارك مع جيش فارس، وتبدو في أوج تألقها في مشهد موته مع محاربيه الثلاثمائة
وعيش حياتك فى التحميل
وعلى فكرا الفلم مترجم بل لغه العربيه
والمزيد من المعلومات
مع تحياتى ليكم ....