انتشرت قصة مكذوبة لا أصل لها إلا في أذهان الخرافيين والرافضة وجهلة المسلمين من أن رجلاً في زمن الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب صعد إلى قبة الرسول عليه الصلاة والسلام التي
بنيت فوق قبره عليه الصلاة والسلام لهدمها ؛ فما كان منه إلا أن صُعق من السماء بأمر الله ؛ وحاولوا إنزاله فلم يستطيعوا ؛ فهتف هاتف من الرسول عليه الصلاة والسلام لأحد أتقياء المدينة
أن يكفنوه فوق القبة ليكون عبرة للمعتبرين من الذين يعتنقون مذهب الوهابية في هدم القباب !
هذا ما وجدته في منتديات الرافضة والصوفية الخرافية وبعض الجهلة من المسلمين ؛ وما عرفوا أن الكوة هذه جعلت - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - فوق القبر لتنظيفه وقت الحاجة
وكنسه !
وقد صوروا القبة وعليها ما يشبه الكفن ؛ وما دروا أن أهل الحديث هم صيارفة الأخبار سيفندون كل خرافة وكذب في الدين !
قال رحمه الله تعالى في"الرد على البكري"(?68-74) :
(وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر
فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن
للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي ، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف،
وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في "الصحيحين" عن عائشة أن النبي كان يصلي
العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة النبوية كذلك في
مسجد الرسول .. ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه يُبنى حول حجرة
عائشة التي فيها القبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج
إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف.وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين لو صح ذلك
لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في
دعائهم بميت، ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن
هناك دعاء يقسمون به عليه، فأين هذا من هذا، والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو
بعمله، فإن الله تعالى يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه
ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه، وإن أريد
أن نتوسل إليه بما تُحَبُ ذاته، وإن لم يكن هناك ما يحب الله أن نتوسل به من الإيمان
والعمل الصالح، فهذا باطل عقلاً وشرعاً، أما عقلاً فلأنه ليس في كون الشخص المعين
محبوباً له ما يوجب كون حاجتي تقضى بالتوسل بذاته إذا لم يكن مني ولا منه سبب
تقضى به حاجتي، فإن كان منه دعاء لي أو كان مني إيمان به وطاعة له فلا ريب أن هذه
وسيلة، وأما نفس ذاته المحبوبة فأي وسيلة لي منها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت
به فيها )